بسم الله الرحمـن الرحيـم . .
في أحد صباحات شتاء الرياض الجميلة وبينما أنا متوقف عند إحدى الإشارات بالقرب من سوق
صحاري شمال الرياض وإذ بشاب يرڪْب سيارة فارهة يقف في المسار البعيد عني أخذ يلوح بيديه
بحماس طالبا مني فتح النافذة تفاعلت مع طلبه ظانا أنه يطلب المساعدة وعند الالتفات إليه وجدته
مڪْفهرا عابسا وحدث ما لم يسبق به حدس ولم يتصور في فڪْر حيث استجمع الشاب قواه وبصق
باتجاهي وڪْانت المسافة بيننا طويلة (ولله الحمد) ثم أشار بيده إشارة يبدو أنها غير لائقة ثم غادر
المڪْان مسرعا وهو فائر التنور واغر الصدر والحقيقة أن تصرفه استفزني واستوقد الغضب داخلي
وأضرم غيظي وقد هتف بي حينها صوت داخلي محرضا على الثأر ورد الاعتبار ولڪْن الله وفقني
للتريث وهداني للأناة وعدم العجلة وانطلقت في طريقٍ معاڪْسٍ لطريق صاحبي وانهمڪْت في (تحليل
الموقف) باحثا عن سبب لتصرفه فبدأت بتجسيد عدة سيناريوهات منها: لربما أنني أخطأت عليه،
وربما هو يمر بمشڪْلة عويصة ضغطت عليه، واستحضرت حقيقة أن الرجل لا يعرفني وغضبه فقط
على الموقف وڪْنت أنا الضحية، وكنت أسأل نفسي ماذا لو انفجرت مشاعري ولحقته طالبا للثأر
لربما تتطور الأمور إلى ما لا يحدث عقباه خصوصا أن الشاب مفتول العضلات ومن ذوي البنى
الرياضية وبعدها استقامت أحوالي فضلا من الله وبردت نفسي وسكن غضبي واڪْتشفت أن حجر
الزاوية ومنعطف الأمور هو صبري لثوان بعد ثوران النفس وبعدها استبانت لي الأمور واتضحت
الرؤية فالغضب هو حركة سريعة، تثار فتندفع. والإبطاء يمنعها. الإبطاء في الغضب يعطي فرصة
للتحقق، ولتهدئة النفس من الداخل، والتحكم في الأعصاب وفي اللسان وقد جمعت لڪْم حزمة مفيدة
من الحلول التي تواجه بها سورة الغضب فاستعن بالله وتسلح بها وڪْن سيدا لنفسك:
1- استعذ بالله واذڪْره ومعه تنطفئ النيران وتخمد البراڪْين وتفڪْر في الأخبار الواردة في فضل ڪْظم الغيظ والعفو والحلم والاحتمال.
2- تأمل في قبح الصورة عند الغضب وأن الغاضب يشبه حينئذ ال*** الضاري والسبع العادي وأنه أبعد ما يكون مجانبة لأخلاق الأنبياء والعلماء الفضلاء في أخلاقهم.
3- إذا احتدم الغضب، فتذڪْر أن العنف والڪْلمات الموجعة لا تطفئه وكما قال أحد الحڪْماء: (النار لا تطفئ ناراً). ولذلك فإن الڪْلمة اللطيفة قد تڪْون أقدر على إطفاء نار الغضب. وتذڪْر أن الغضب لا يحل مشاڪْلك بل يعقدها.
4- تحول عن الحال التي ڪْان عليها فإن كان قائما جلس وإن كان جالسا اضطجع وعليه أن يتوضأ أو يستنشق بالماء.
لا تظن أن الرجولة والشجاعة هي أن تقيم الدنيا وتقعدها. فالاحتمال دليل القوة. والنرفزة مظهر للضعف والعثرة.
5- تدرب على البشاشة، وعلى هدوء الملامح والصوت والحرڪْات.
6- لا تحاسب ڪْل إنسان حساباً عسيراً عن ڪْل لفظ وڪْل تصرف. ولا تؤوِّل ڪْلامه بسوء ظن إلى معان تتعبك.
7- اترك الحساسية الزائدة نحو ڪْرامتك وحقوقك، التي تجعلك تغضب لأقل سبب، فتفقد صداقة وعشرة الناس.
8- راقب الأخطاء التي تقع فيها أثناء غضبك. ودرب نفسك على التخلص منها. وڪْما تعالج نتائج غضبك، عالج أسبابه.
9- عندما نتعرض للإساءة نشعر بالضيق والغضب والإحباط ومن المفيد جداً حينذاك أن نلتمس عذراً للغير إن أمڪْن ونحسن الظن به وإن أساء التصرف معنا.
ومضة قلم
{ . . تڪْلم وأنت غاضب.. فستقول أعظم حديث تندم عليه طوال حياتك . . }
د. خــالد المنيـف .,
في أحد صباحات شتاء الرياض الجميلة وبينما أنا متوقف عند إحدى الإشارات بالقرب من سوق
صحاري شمال الرياض وإذ بشاب يرڪْب سيارة فارهة يقف في المسار البعيد عني أخذ يلوح بيديه
بحماس طالبا مني فتح النافذة تفاعلت مع طلبه ظانا أنه يطلب المساعدة وعند الالتفات إليه وجدته
مڪْفهرا عابسا وحدث ما لم يسبق به حدس ولم يتصور في فڪْر حيث استجمع الشاب قواه وبصق
باتجاهي وڪْانت المسافة بيننا طويلة (ولله الحمد) ثم أشار بيده إشارة يبدو أنها غير لائقة ثم غادر
المڪْان مسرعا وهو فائر التنور واغر الصدر والحقيقة أن تصرفه استفزني واستوقد الغضب داخلي
وأضرم غيظي وقد هتف بي حينها صوت داخلي محرضا على الثأر ورد الاعتبار ولڪْن الله وفقني
للتريث وهداني للأناة وعدم العجلة وانطلقت في طريقٍ معاڪْسٍ لطريق صاحبي وانهمڪْت في (تحليل
الموقف) باحثا عن سبب لتصرفه فبدأت بتجسيد عدة سيناريوهات منها: لربما أنني أخطأت عليه،
وربما هو يمر بمشڪْلة عويصة ضغطت عليه، واستحضرت حقيقة أن الرجل لا يعرفني وغضبه فقط
على الموقف وڪْنت أنا الضحية، وكنت أسأل نفسي ماذا لو انفجرت مشاعري ولحقته طالبا للثأر
لربما تتطور الأمور إلى ما لا يحدث عقباه خصوصا أن الشاب مفتول العضلات ومن ذوي البنى
الرياضية وبعدها استقامت أحوالي فضلا من الله وبردت نفسي وسكن غضبي واڪْتشفت أن حجر
الزاوية ومنعطف الأمور هو صبري لثوان بعد ثوران النفس وبعدها استبانت لي الأمور واتضحت
الرؤية فالغضب هو حركة سريعة، تثار فتندفع. والإبطاء يمنعها. الإبطاء في الغضب يعطي فرصة
للتحقق، ولتهدئة النفس من الداخل، والتحكم في الأعصاب وفي اللسان وقد جمعت لڪْم حزمة مفيدة
من الحلول التي تواجه بها سورة الغضب فاستعن بالله وتسلح بها وڪْن سيدا لنفسك:
1- استعذ بالله واذڪْره ومعه تنطفئ النيران وتخمد البراڪْين وتفڪْر في الأخبار الواردة في فضل ڪْظم الغيظ والعفو والحلم والاحتمال.
2- تأمل في قبح الصورة عند الغضب وأن الغاضب يشبه حينئذ ال*** الضاري والسبع العادي وأنه أبعد ما يكون مجانبة لأخلاق الأنبياء والعلماء الفضلاء في أخلاقهم.
3- إذا احتدم الغضب، فتذڪْر أن العنف والڪْلمات الموجعة لا تطفئه وكما قال أحد الحڪْماء: (النار لا تطفئ ناراً). ولذلك فإن الڪْلمة اللطيفة قد تڪْون أقدر على إطفاء نار الغضب. وتذڪْر أن الغضب لا يحل مشاڪْلك بل يعقدها.
4- تحول عن الحال التي ڪْان عليها فإن كان قائما جلس وإن كان جالسا اضطجع وعليه أن يتوضأ أو يستنشق بالماء.
لا تظن أن الرجولة والشجاعة هي أن تقيم الدنيا وتقعدها. فالاحتمال دليل القوة. والنرفزة مظهر للضعف والعثرة.
5- تدرب على البشاشة، وعلى هدوء الملامح والصوت والحرڪْات.
6- لا تحاسب ڪْل إنسان حساباً عسيراً عن ڪْل لفظ وڪْل تصرف. ولا تؤوِّل ڪْلامه بسوء ظن إلى معان تتعبك.
7- اترك الحساسية الزائدة نحو ڪْرامتك وحقوقك، التي تجعلك تغضب لأقل سبب، فتفقد صداقة وعشرة الناس.
8- راقب الأخطاء التي تقع فيها أثناء غضبك. ودرب نفسك على التخلص منها. وڪْما تعالج نتائج غضبك، عالج أسبابه.
9- عندما نتعرض للإساءة نشعر بالضيق والغضب والإحباط ومن المفيد جداً حينذاك أن نلتمس عذراً للغير إن أمڪْن ونحسن الظن به وإن أساء التصرف معنا.
ومضة قلم
{ . . تڪْلم وأنت غاضب.. فستقول أعظم حديث تندم عليه طوال حياتك . . }
د. خــالد المنيـف .,